سألني صديق / بقلم لالش عيسى

سألني صديق
-بقلبي أشياء و أعجز عن البواح
قلت :
- قف وأصغ السمع يا فتى
وانطق الجواب ولا تخجل
هل أضناك الهوى ؟
ومنه عانيت وما اكتفيت
حتى ذاب القلب وتاهت الروح
وسكرت حتى الثمالة من نسمة هوا
حملت عبقا  سلخت منك الروح
وصرت كالمجنون تهذي
وكما الريشة في مهب الريح
أأضعت بوصلتك ؟
وتهت في خضم بحر هائج الأمواج تتلاطم
ولم تهتد لبر  أو حتى ميناء مهجور
ومركبك تحطم على الشطآن
قذفته الريح أشلاء
لا تتأفف من كثرة الكلام واصغ
هل عزفت لحنا وإليه انصاعت الأطيار
وشدوت معها أعذب الألحان
هل هدلت لك يمامة ؟
تتبعتها ورحت لها تهدل هدلا
قل بريك ها قد جاء دورك فأجب
وهات الرد
أراك صامتا مندهشا مصدوما
إذن دعني أكمل
وقل لي كيف شعرت
وكيف وجدت الحب و ما صفات الحبيب
هل أحسست به ؟
أم بمنظره المبهر ساح عقلك
وما وعيت دربك إلا و قلبك محطم
أذقت الندم ؟ و عشت الكآبة
وعانيت الذبول من خيبة 
ففقدت ربيعك وخريفك وشتاءك
وانقضى عمرك تائها منزويا عن الحب
 ومدفونا في الحياة تمشي فوق الأرض
خوفا من تقاليد وأعراف بالية خرقاء
مضى الزمان عليها وشرب
أم أنك ثرت وثار بركانك؟
ينسف كل ما هو قديم بائد
لا نفع له في هذا الزمان
وشع نجمك واهتديت للنور
وفزت بالحياة
وعاد ربيعك مورقا مزهرا
خلت نفسك في جنة عدن
ماذا دهاك ؟  هيا انطق
إنني أسمعك
بح لا تبقى كسير الخاطر
فأفصح عما بقلبك ولا تبقى في سكات ؟
أراك تتلعثم  بالنطق ؟
مندهشا من أسئلتي
وكأنني قارئ طالع في فنجان أو كف
من عينيك أدركتك
وعلمت أنك بالمظاهر خدعت
 وعشت محطما
لكنك ثرت  وأعلنت النفير
وتحديت المستحيل
وصرت تبحث عن الجوهر عن المضمون 
واهتديت وهداك الله الغفور
أراك تبتسم ؟
كأنك تقول لي كنت مخدوعا
وقبل نهايتي من خيبتي
رجيت الله الهداية فهداني وعلي أنعم
وهنا جاء دوري وتبسمت
وقلت له رعاك الله
يالك من فتى نجيب
هكذا الحياة بمعدنها وجوهرها
 وأما مظهرها  فنحن من نجملها
وكذا الحبيب بمنبته وأصله لا بمظهره وجماله
فالجمال زائل والجوهر يبقى جوهرا
 يشع مدى الحياة          لالش عيسى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حاء باء كلمة من حرفين / بقلم : حنان سيد

القلب الوفي بقلم : كاوا فارس