الشياطين / بقلم محمد مراد

الشياطين

يحكمون في  مواطني

يحكمون كأئنه سجن

القصة تحكي الألم شعب

عن صاحبي الذي مضى

و عاد في كفن

كان اسمه

لا تذكروا اسمه!

نحتفظ به في قلوبنا

لا تدعوا الكلمات

تضيع في الهواء، كالرماد

اتركوا الجرح راعفا لا يعرف الضماد

أخاف يا أحبتي أخاف يا امة الكورد

اخاف يا أيتام هذا العصر !!

أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء

أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء

أخاف أن تنام الجراح في قلوبنا

أخاف أن تنام الضمائر

و ان تصبح دماء الألف

مجرد ارقام و اسماء

اخاف ان تتبلد المشاعر

امهات تعتصر المآ

على فلاذات أكبادها

لم يبك احد تحت شرفة القمر

لم يوقف الساعات اليل السهر

و ما كان يدعونه ليس الا وهم

به يتاجرون و لم يتبقى سو الألم

صاحبي الطفل و الطفلة

لم يسافر خلف خيط شهوة عيناه

و لم يقبل حلوة

لم يعرف الغزل

غير أغاني ثورية تحيي الوطن

كان طفلآ فتى صغير

لو بقيه ربما كان طبيبآ

 ومثله و مثلها الاف

عن صديقي اتكلم

فغاب عن طريقه

و لم يفكر بالهوى كثيرا 

سوى عشق الوطن

عن صاحبي الذي مضى

و عاد في كفن

ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب

لأمه الوداع

ما قال للأحباب للأصحاب

موعدنا في العب و ألهو غدا

و لم يضع رسالة ،كعادة المسافرين

تقول إني عائد ، و تسكت الظنون

و لم يخط كلمة

تضيء ليل أمه التي

تخاطب السماء و الأشياء

تقول يا وسادة السرير

يا حقيبة الثياب

يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب

يا حقل الزيتون و يا كروم العنب

يا جامع يا لالش  يا اله السماء؟

أما رأيتم شاردا  عيناه نجمتان ؟

يداه باقة من ريحان

و صدره و سادة النجوم و القمر

و شعره الناعم للريح و الزهر

أما رأيتم شاردا

مسافرا لا يحسن السفر

راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى

إن جاع في طريقه ؟

من يرحم الغريب ؟

قلبي عليه من متاهات الدروب

قلبي عليك يا فتى... يا ولدي

قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم

يا دروب ! يا سحاب

قولوا لها : لن تحملي الجواب

فالجرح فوق الدمع فوق الحزن!

لن تحملي ، لن تصبري كثيرا

لأنه مات ، و لم يزل صغيرا

نعم يا أمه استشهاد في سبيل كوردستان!

لا تقلعي الدموع من جذورها

للدمع يا والدتي جذور

تخاطب المساء كل يوم

تقول : يا قافلة المساء

من أين تعبرين ؟

غضت دروب الموت

حين سدها المسافرون

سدت دروب الحزن

لو وقفت لحظتين

لتمسحي الجبين و العينين

و تحملي من دمعنا تذكار

لمن قضوا من قبلنا،أحبابنا!!

يا أمه

لا تقلعي الدموع من جذورها

اتركي ببئر القلب دمعتين

فقد يموت في غدآ غيره

من شبابنا و بناتنا

اتركي لنا

للميتين في غد لو دمعتين !!

يحكمون في بلادنا الطغاة و المجرمين

عن صاحبي اتكلم و كلهم اصحابي!

حرائق الرصاص في وجناته

وصدره ووجهه

لا تشرحوا الأمور!

أنا رأيتا جرحه

حدقّت في أبعاده كثيرا

" قلبي على أطفالنا "

لا تسألوا متى يعود

لا تسألوا كثيرا

بل اسألوا : متى استشهاد!!

و كيف استشهاد؟

قلم محمد مراد ... بافه لافا . 29/ 08-- 2019.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حاء باء كلمة من حرفين / بقلم : حنان سيد

القلب الوفي بقلم : كاوا فارس