تحت الحماية المؤقتة/بقلم شمس السعادة

تحت الحماية المؤقتة:

لم اشأ قول عيدكم مبارك أصدقائي
 بقدر ما كان ظلم البشر و قدر ما كان العيد قاسي.
فأي عيد هذا وكانت الضحية ضحايا و مظلومين
عيد لم يبقى فيها عائلة ولم يحترق قلبهم وجعا
شباب ونساء و رجال وأطفال و خوف و قلق و راحلون
سجن و ضرب وترحيل و تهديد و الحال لا يهون
 من الحرب هربنا أم الأقدار لهذه البلاد رمتنا لا ندري
لكن أيا كان فنحن شعب قهره الحرب الدامي
من مات هناك تحت الأنقاض ومن غرق في البحار
ومن تشرد في البلدان ومن ضاع في هذا الزمان
لم يسلم أحدا من آثار الحرب القاضي
لكن لا ننتمي لقائمة اللاجئين ولا للمستوطنين ننتمي
تحت حماية مؤقته كنا ومن لم يملكها يغادر مضطهدا
يفرض القوانين غصبا و نمنع من حق الحياة حقا
ماذا يكون هذا بحق الإنسانية أدري ولا أدري
بأي حق يعتدون على الناس و يرحلونهم غصبا و قهرا
فقط لأننا لا نملك الهوية نحن مهددون با الترحيل
وأي هوية هذه هي الهوية التي نأخذها من حكومتهم
يمتنعون عن إعطائها و يتعدون على من لم يحملها والحاقدون  حتى من يملكها يكسرها مع الضرب والذل
يقول شافيا قلبه إذهب لبلادك صارخا يا هذا.
نحن شعب مجهول الهوية .كم صعب أن تكون مجهول الهوية
لا يعترف بك بلدك ولا يعترف بك من لجأت إليهم
رغم وجودك لحما وشحما  إلا إنك لهم مجهول .
رغم لم ترتكب ذنب إلا إنك بنظرهم متهوم.
يكفي أن تتكلم بلغتك أمامهم فأنت مجرم .
تراهم ماذا يرونا  و بأي ذنب يجازونا وبأي حق يقاضونا
كل ذنبنا الحرب قامت في بلادنا و النار اشتعلت بقلوبنا
كل ذنبنا أردنا الحياة بكرامة وعز و البقاء بأنسانيتنا
غصبا جئنا وغصبنا بقينا وحتى غصبنا ٠
ليت بلادنا تعود كما كانت و يرحلوا من بيوتنا
ليتهم يتركوها لنا بدمارها هي جنة وقصور بعيوننا
لكننا علقنا بين السماء والأرض و بقينا مشردين
لا الأرض قبلتنا ولا السماء احتضنتنا و عاجزين
البلاد تقاسمت علينا وتقاضت واقفلت أبوابها بوجهنا
ضاع الشعب مجددا و حرب جديدة ابتدأت بنفوسهم
اين نذهب ؟ماذا نفعل؟كيف نواجه؟ ما الحل؟
من يسمعنا ؟ من يساعدنا؟ من يرشدنا؟ من ينقذنا؟
كل يوم كم من الأسئلة يسألون والجواب ينتظرون؟!
بحياتهم يغامرون باحثين عن بر الأمان يهاجرون
برا و بحرا و كم من الناس يموتون ومنهم يسجنون
حتى وصلت لكرامتهم يهينونهم وهم صامدون!
إلى متى سنبقى ضحية قرارت واحكام الحاكمون
الى متى سنبقى على حافة الهاوية هكذا صابرين
لا نموت ولا نعيش بين الحياة والموت نحتضر
مغتربين عن أنفسنا و في الزوايا بتنا نختبأ
لا حياة لمن تنادي ولا حياة لشعب مظلوم
لا حل و كل يحكم ليرضي غروره و نفسه
الناس تتشرد و تضيع وتموت و ترحل الى أين
لا ندري الى أين الرحيل و متى يكون الترحيل
تحت حماية مؤقته نحن يقولون.....
لم نكن لاجئين ولم نكن مستوطنين ولم نكن بشر
مع الأسف ماذا نحن لا نعرف و ماذا بعد سنكون
ماذا ينتظرنا أكثر وكيف سينتهي بنا الحال
هل أمامنا خيار آخر ام حل من الله
فنحن لا نملك الخيار ولا حق الإختيار مع الأسف
با الموت محكومين و ندفن ونحن على قيد الحياة
واليوم هنا في هذه البلاد ماذا بعد .....
صابرون نحن على قيد الإنتظار وقيد الحماية المؤقتة
وحتى إشعار آخر نعود اذا بقينا لنكمل بقية الحكاية.
حكاية حرب وشعب مهجور وفي البلدان منتشرون.

/شمس السعادة/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حاء باء كلمة من حرفين / بقلم : حنان سيد

القلب الوفي بقلم : كاوا فارس