نادت بملىء فيها كل الناس / بقلم : محمد الرحالي
ولم تناديني
دعتهم لبيت الفرح والأعراس
دوني كأنها تعاديني
فلملت بعض حقائبي
والدمع يأبى أن يجافيني
والقلب منكسر
والنار فيه موقدة
والذكرى تشجيني
تشدني للأرض شدا
ولسانها يهمس لي
من غيرك يواسيني
فأطلقت يدي من يدها
وأنا مترنح ثمل
وعيوني جمرة النار
ولساني يصرخ
أتركيني
فركبت قطار الرحيل
دون أن تلحظني
أو تسمع مني ما يشجيني
وجلست فوق حقائبي
أذرف مطرا
ولا أحد يواسيني
أو يرى البرد
يدب في أوصالي
ويهدهدني
والشمس محرقة
لا أحد يلبسني دثاره
أو يغطيني
فقمت مسرعا
وقد أرسلت عيوني
من نافذة الرحيل
لعلي أرى طيف
من لم تناديني
فإذا بها تلوح بمنديلها
وصوتها جهوري
خرق سمعي و هو يناديني
يا من ركب جواد الرحيل
أتعاديني
كيف أناديك كباقي الأسماء
وأفراحي في بيتك مقامة
أسهل هكذا أن أخسرك
لما لم تلمني
لما لم تدق بابي
وأنت أنت الذي قلت أني
نجمتك في السماء
وحبك يداويني
فكففت دموعي
بمنديل ابتسامتي
وقلت لا تلوميني
فأنا خشيت عليك من نفسي
والنار موقدة
وفي قلبي تستعر
أن تصيبك شرارة
فتحرقني
وتجلدني سياط أنيني
محمد الرحالي
تعليقات
إرسال تعليق