الجوار الحاقد / بقلم : د رمزي عقراوي

(( الجِوارُ الحاقِد ؟! )) قصيدة بقلم الشاعرالدكتور رمزي عقراوي
عِطْرُ أجسادِ البيشمركةِ الصّناديدِ
وريحُ عَرَقِهِمِ المَسكوبُ
لَيَضوعُ مِسكاً وعَنبراً
من جلودهِم ويَطيبُ
ومن زَهْوِ نوروزٍ
تَشرُقُ وجوهَهُم
ومن حُبِّ كوردستانَ
قلوبُهم تذوبُ
ومن الفتوَّةِ يتفجَّرونَ
صَلابةً وقوَّةً وإندفاعاً
بحيثُ تستوحِشُ
لهُم الخنادِقُ والحروبُ
يا عاكفين على النِّضالِ والثَّباتِ
كأنَّهُم صقورٌ في كَبدِ السَّماءِ تجوبُ
والتّاركينَ اللَّهوَ واللَّعِبَ
حينما يُنادي الوَطن
بتلبيةِ واجبٍ مُقدَّسٍ هَيوبُ
تَرَكوا مواعيدهُم والتزاماتَهُم
وعندهُم في جَبَهاتِ القتالِ
مَوعِدٌ مضروبُ
إنَّ الوَطنَ بدونكُم
وبلا تضحياتِكُم
ودمائِكُم مُقْفَرٌ وَجديبُ
عاشتْ أياديكُم
فهِيَ الضَّامِنةُ
أنْ تُرَجَّعَ من الحَقِ سَليبُ
وَلْتبقَ عواطِفِكُم
(الكوردواريَّةُ )
مشبوبةً فمِنها
نُكافِئُ مُخلِصاً ونُثيبُ
وَلَأَنْتُمْ أنتُم وليسَ غيركُم
أملُ الكوردِ وكوردستانَ
وذُخرُها المَطلوبُ
أنتُم الأنقياءُ
كأنكُم مَطرُ السَّماءِ
لم يُختلَطْ بهِ رِمالٌ وعيوبُ
وَلَأنتُم إنْ أساءتْ ظروفنا
نترَجّاكُم أنْ تصبَحوا لنا
ضمائراً وقلوبُ
إنّا عبَرنا المُلمّاتَ منذُ عهودٍ
وآقترَبْنا من بناءِ (دَولةٍ مُسْتَقِلَّةٍ)
وقد أتعَبَنا التقريعُ والتّأنيبُ
وقد تخاذَلَ الأعداءُ
أمامَ ضَرَباتِكمُ
لأنكُم المَثَلُ الأعلى
لأمَّةٍ مَظلومةٍ
ترنوا الى أهدافِها وتُصيبُ
هِيَ أمَّةٌ كورديّةٌ
تصبوا الى إحتضانِ آمالِها
في ( دَولةٍ مُستقلّةٍ )
وهِيَ اليكُم تؤوبُ
وغداً الجِوارُ الحاقِدُ
يُكَفِّرُ عمَّا جَنى تِجاهَنا
على يَدِ أبنائهِ
من ذنوبٍ فيتوبُ !
فآتَّحِدوا وتضَامَنوا وتعاوَنوا
فالغدُ المُشرِقُ يتلألأُ لكُم
وكلُّ مُؤمَّلٍ قَريبُ
وتحالَفوا
أنْ لا يُفرِّقَ بينكُم عدوٌّ
ولا أنْ يَندَسَّ بين صفوفِكُم
ثعلبٌ أوذيبُ  !
ولا تنسوا غَدْرَ الجِوارِ الحاقِدِ وظُلمهِ
فإنهُ نارٌ
على كوردستانَ وحُوبُ
وآعْلَموا
أنَّ وطني كوردستانَ بخيرِهِ وثرائِهِ
لأعدائِهِ دائماً مَنهوبُ
وهناك وَجهٌ كالِحٌ
سافِرٌ صَفيقٌ منهُم
وآخَرُ بالخِيانةِ
والغدْرِ مَحجوبُ !!
إيّاكم ! إيّاكم ! إيّاكم !
أنْ تُخدَعوا بغيرِكُم
لأنَّ هناك مَن للطاغوتِ
يُقيمُ مَقامَهُ ويُنيبُ !!
وآنتبِهوا
فإنَّ طريقكُم مفروشٌ بالعَثرَاتِ
ورُبَّما لن يكون مُعبَّدٌ ورَحيبُ
إنَّ الحياةَ كالمَسرَحِ
ذاتُ أدوارٍ فيها
البطولةُ وفيها الرُّسوبُ
وتسهرون الليالي الطِّوالُ
همُّكُم الوحيدُ
هواللهُ والشَّعبُ
والوَطنُ الخصيبُ
لا يُضنيكُم التَّعبُ
في دَحْرِ الأعداءِ
لأجلِ شَعبٍ عليهِ
القائدُ البارزانيُّ مَتعوبُ !
28=8=2017 (  هوزانفانى كورد- ره مزى ئاكره يى )
*** هذه القصيدة كُتبتْ ونُشرتْ قبل كارثة 16 أكتوبرعام 2017 الخيانية *** ويسُّرنا أن نُعيد نشرها ههنا من جديد لعلَّ وعسى أن تتمّ الفائدة منها أكثر وشكرا جزيلا للجميع – (9 نيسان 2019)
 ==========================

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حاء باء كلمة من حرفين / بقلم : حنان سيد

القلب الوفي بقلم : كاوا فارس