كوباني ياقصيدة الخلود / بقلم بيركين عطي

كوباني يا قصيدة الخلود ....

كوباني ياقصيدة الخلود
يا ملحمة الآهات في الوجود
يا جرحي الذي ينزف من أسلاك الحدود...
أحرقوها و مزقوا على جسدها خريطة الوعود
هنا كوباني ...
هنا كوباني...
تحت ترابك يا كوباني هناك جدي
بقي وحيداً دون مواعيد الانتظار ....
وصرخات جدتي تملأ سماء الكون
من خلف أسوارك يصرخ طفلي....
لا تصرخ يا قرة عيني....
لا تصرخ كما صراخ كوباني  ....
ولا تبكي جوعاً كما كوباني
فقد  مات الغراب جوعاً في أحضان كوباني
واندثر دمع الذئاب بين الموت والحياة....
اخفض من صوتك كي لا توقظ أشجاني...
وأرأف بسكرات الفراق على مفارش الأشباح
أصمت كما كوباني ...
فكلاكما عناوينٌ للحرمان....
طفلي....
كوباني ستفتقد قهقهات ضحكاتك في الفجر عند الآذان....
ستناديك كوباني من جرح الزمان
ستكبر يا بني بين الوديان....
و كوباني تحتضر دون أطباء
 تنزف من أشواك الجهلاء
تئن من خناجر الأعداء
باتت مدينة للغرباء ....
في كل يوم ...
 كوباني تحتضن الشهداء
كوباني يا طفلي... مدينة الأحرار
قلعة الصمود و موطن الأبطال الأبرار
قلب الأم الممزق من رصاصة الأشرار....
وهوية للحب بالغابات والأشجار
حمامة السلام بيد الأوبار
كوباني ....
يا جرحي النازف على عتبات تل غزال....
و يا سنبلة سنين الجفاء
يا دواء جدتي الوحيدة في مقابر الوطن ....
ياصوتي الجريح على طرقات الموت
استحلفكِ بالبقاء يا كوباني ....
استحلفك بصوت الآذان عند الشفق
و بخيمة الأطفال اليتامى....
و بحروف القهر و الظلم المكبوت في قلوب العصافير...
استحلفكِ بالبقاء ...
استحلفكِ بالبقاء...
فأنا أتعبت الكون بصراخي
و أغرقت البحور من دموع الفراق....
و تقطعت أشلائي في دروب الضياع
بعيدة عنك مرغمة بالابتعاد....
أقف على صخور الخوف
و أنظر للدخان المتصاعد من جوفك يا كوباني ...
لا أدري أن كان دخان الأشواق...؟
أم دخان القلب عند الاحتراق...؟
أم دخان الخراب والدمار والافتراق ....؟
هذه هي كوباني يا طفلي...
قدرها محتوم في صفحات الغدر
حروفها مبعثرة كأوراق الخريف
وكما تراني ...
وكما تراني يا طفلي ...
بلا وطن أسطر كلماتي...
وبلا وطن أمسح دموع الأوطان في غربتي هذه
لا تخف يا طفلي إن جف الحليب في صدري
فإليك بدموعي....
ولا تخف إن طال المدى على تشردي
فإليك بكلماتي الملتهبة....
ولا تخف إن ماتت أمك
ف كوباني من ستحتضنك نيابة عني ... 
وكن على يقين يا طفلي
وإن كوباني ستعيد لك لعبتك المفضلة ...
ستعيد لك لعبتك المفضلة
 حتى وإن بعد حين ...،

                 _ بيركين عطي _

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حاء باء كلمة من حرفين / بقلم : حنان سيد

القلب الوفي بقلم : كاوا فارس