عبارة الموت بقلم : الشاعر رمزي عقراوي

27=(( عَبّارة الموت ؟؟؟)) قصيدة بقلم الشاعر رمزي عقراوي
*** إلى كوارث الموصل التي لا تنتهي أبداً ***
يا دجلة الموت !
أيها النهرُ الشقيُّ العنيدْ
منذ زمنٍ بعيدْ ---
وأنتَ تجري في غَضبٍ شديدْ
لقد ظلمتَ أطفالَ السفينة
وهُم يتمنَّوْنَ السَّعادةَ
ويُغنّون النشيدْ ---
لكنك ثُرْتَ كالثورِ الهائجِ بِوَجْهِهِمْ
في هذا اليوم السَّعيدْ ---
والناسُ تحتفلُ في عيدِ نوروزٍ
وهِيَ تسعى الى السّرورِ والفرَحِ الوَلودْ
لكنَّكَ أغرَقْتَهُم في أعماقِ الظلام حسْبما تُريدْ !
***
يا دجلة الموت !
يا أيها النهرُ البئيس !!
إنْ غَدَرَتْكَ دولُ الجِوار
فآجعلْ قلبكَ في العراقِ
كقلبِ الأمِّ الرؤوم
ومثلَ قلبِ الأبِ الوَدودْ !
وهكذا بدا الموتُ الجماعي
يُرِفْرِفُ فوق أمواجِكَ الغادِرة
بكلِّ قوّةٍ وجبروتٍ وغضبٍ عَنودْ
ويبدو أنكَ قد ظمِئْتَ أيها النهرُ التعيس
إلى شذى أرواحِ أطفالٍ
كانوا قبلَ لحظاتٍ كالورودْ !
وقد كان حَرّيٌ بكَ إذا ما ظمِئْتَ
أنْ تُروى من المنبعِ العذبِ
قبل الثوَرانِ والهيجَانِ العتيدْ !
فآمتزجتْ مياهكَ السَّوداءُ
بدموعِ الأمّهاتِ الثكالى والأيامى 
وآنتشرَ الحُزنُ في العالَمِ المنكودْ
فهل الموتُ في أحضانكَ أيها النهرُ العِملاق
مهدٌ وثيرٌ تنامُ فيها الكائناتُ التي تبغي الخلودْ
***
يا دجلة الموت !
أيها النهرُ الشقيُّ التَّعيس
نحنُ العراقيين قصَّتُنا قِصَّة حزينة
ليست لها أصولٌ أو حدودْ ---!
وها قد جِئْتَ خرَّبْتَ المدينة
وحاصَرْتَ فلذاتَ أكبادَنا ---
وبين أمواجِكَ الهادرة
أقفلتَ عليهم سبيلَ النجاةِ من جديدْ !
فهنالِكَ في الأعماقِ ينتظرُ الموتُ الزُّؤامُ
كي يَضُمَّ القلوبَ إلى صَدرهِ
ليداويها من الألأم والجروحِ والقيودْ
ويبعثُ لأصحابها قروحَ الحياة
ويَحزنُها بالحسَراتِ والنَّدَمْ ---
طولَ الحياة ---
فهلْ من نهايةٍ للمآسي والكوارث
 أم سَتظلُّ تطلبُ المَزيدْ ؟؟؟
*********** قصيدة بقلم الشاعر رمزي عقراوي ضمن مخطوطته الشِعرية المسماة = 2020=
 30=3=2019

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حاء باء كلمة من حرفين / بقلم : حنان سيد

القلب الوفي بقلم : كاوا فارس